شيء سوى أمر واحد هو إسقاط رواية من لا يعتمد عليه. وهي نتيجة سلبية.
فلا بد للمؤرخ والحالة هذه من متابعة البحث والتنقيب للوصول إلى طمأنينة العقل وسلامة الاستنتاج. وعليه أولاً أن يبتعد كل الابتعاد عن الروايات التي انفرد بها راوٍ واحد. فإذا كانت العلوم الطبيعية تتطلب المشاهدة والاستدلال القياسي والتحقيق بالمقابلة وبالتجربة، فتبتعد كل الابتعاد عن الاطلاق في النتيجة من مشاهدة واحدة، فالتأريخ أولى بذلك منها لأنه بعيد عن المشاهدة ضعيف الاستدلال بالقياس عديم التجربة.
وهو أمر قديم العهد بيننا. وقد اعترف به علماء الحديث فجعلوا الحديث من هذه الناحية درجات أعلاها المتواتر. وشرطوا فيه أن يبلغ عدد المخبرين مبلغاً يمنع في العادة تواطؤهم على الكذب1. ومن ذلك أبيات الجلال السيوطي في ألفيته المشهورة. قال:
ومن هذه الدرجات في الحديث العزيز. وقد أطلقوه على ما لا يرويه