صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أقل من اثنين عن اثنين. قال شيخ الإسلام بن حجر العسقلاني «وسمي بذلك إما لقلة وجوده وإما لكونه عز أي بمجيئه من طريق أخرى1». وفيه قال الجلال السيوطي:

وسم العزيز والذي رواه
ثلاثة مشهورنا رآه2

ومن المحدِّثين من اشترط في الصحيح رواية راويين على الأقل وهو شرط العزيز.

قال الحافظ زين الدين العراقي في شرحه على مقدمة ابن الصلاح: «قال البيهقي في رسالته إلى أبي محمد الجويني رحمهما الله رأيت في الفصول التي أملاها الشيخ حرسه الله تعالى حكاية عن بعض أصحاب الحديث أنه يشترط في قبول الأخبار أن يروي عدلان عن عدلين حتى يتصل مثنى مثنى برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر قائله إلى آخر كلامه. وكأن البيهقي رآه في كلام أبي محمد الجويني فنبه على أنَّه لا يعرف عن أهل الحديث والله أعلم».3

وجاء في رسالة ابن حجر العسقلاني ما يأتي: «والثالث العزيز وهو أن يرويه أقل من اثنين عن اثنين وسمي بذلك إما لقلة وجوده وإما لكونه عز أي قوي بمجيئه من طريق أخرى. وليس شرطاً للصحيح خلافاً لمن زعمه وهو أبو علي الجبائي من المعتزلة وإليه يومئ كلام الحاكم أبي عبد الله في علوم الحديث حيث قال الصحيح أن يرويه الصحابي الزائل عنه اسم الجهالة بأن يكون له راويان ثم يتداوله أهل الحديث كالشهادة على الشهادة. وصرح القاضي أبو بكر بن العربي في شرح البخاري بأن ذلك شرط البخاري. وأجاب عما أورد عليه من ذلك بجواب فيه نظر. لأنه قال فإن قيل حديث الأعمال بالنيات فرد لم يروه عن عمر إلا علقمة قال قلنا قد خطب به عمر رضي الله عنه على المنبر بحضرة الصحابة فلولا أنهم يعرفونه لأنكروه كذا وقال وتعقب بأنه لا يلزم من كونهم سكتوا عنه أن يكونوا سمعوه من غيره وبأن هذا لو سلم في عمر منع في تفرد علقمة. ثم تفرد محمد بن إبراهيم به عن علقمة ثم تفرد يحيى بن سعيد به عن محمد على ما هو الصحيح المعروف عند المحدثين وقد وردت لهم متابعات لا يعتبر بها لضعفها وكذا لا نسلم جوابه في غير حديث عمر رضي الله عنه. قال ابن رشيد ولقد

  1. شرحه على نخبته المشهورة (طبع مصر) ص ٥
  2. الألفية ص ٩٧
  3. مقدمة ابن الصلاح (طبع حلب)، ص ٩. راجع أيضًا رسالة أبي بكر الحازمي في شروط الأئمة ص ٨–١٢ وص ٢٠–٢٧ وفيها «إبطال قول من زعم أن شرط البخاري إخراج الحديث عن عدلين وهلم جراً إلى أن يتصل الخبر بالنبي صلى الله عليه وسلم».
- ٨٣ -