انتقل إلى المحتوى

صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

على الشيء فلا1 يرتاب في كونه حجة فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك.

فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، حدَّثنا مؤمل حدثنا سفيان حدثنا عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن بغير علمٍ فليتبوأ مقعده من النار، حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن بغير علمٍ فليتبوأ مقعده من النار، وبه إلى الترمذي قال حدثنا عبد بن حميد حدثني حسان بن هلال قال حدثنا سهيل أخو حزم القطعي قال حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ. قال الترمذي هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم، وهكذا روى بعض أهل العلم عن2 أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أنهم شددوا في أن يفسر القرآن بغير علم، وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن وفسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم، وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا إنهم لم يقولوا من قِبَل أنفسهم بغير علم فمن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أمر به فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر، لكان قد أخطأ لأنه لم يأتِ الأمر من بابه كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر لكن يكون أخف جرماً ممن أخطأ والله أعلم، وهكذا سمى الله تعالى القذَفة كاذبين فقال ﴿فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَٰذِبُونَ فالقاذف كاذب ولو كان قد قذف من زنى في نفس الأمر لأنه أخبر بما لا يحل له الإخبار به وتكلف ما لا علم له به والله أعلم، ولهذا تحرَّج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا محمود بن يزيد عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبّاً فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم3، وقال أبو عبيد أيضاً حدثنا يزيد عن حميد عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبّاً فقال هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ثم رجع إلى نفسه فقال إن هذا

  1. الأصل: اجتمعوا على الشيء ولا
  2. الأصل: من
  3. الأصل: ما لا أعلم (منقطع) ولعلها زائدة أو أن المراد إسناده منقطع.
- ٥٦ -