إليكم إنه نهار السبت الواقع في ٩ صفر سنة ١٢٤٨ الساعة بالسبعة من النهار كان ابتداء (وصول) عساكر المنصورة التي ساقته ركابنا ببحيرة حمص وبتلك الساعة نظرنا قدوم عساكر خيل الترك المحتشدين لمعونة الباشاوات الموجودين بحمص وحالاً هجمت عليهم عساكرنا المنصورة خيالة الجهادية والعرب وضربوهم وشتتوا شملهم وأسقوهم كأس الوبال والنكال وولوا هاربين وللنجاة طالبين ( فاقتفوا ) آثارهم عساكرنا المظفرة وظهر أمامهم أربعة ألايات نظام قرابة إستانلية وثلاث ألايات خيالة وعند ذلك تقدمت لحرابتهم عساكرنا المظفورة بترتيب الصفوف على رسم البديع وهجموا عليهم هجوم الأسود الكواسر وأذاقوهم كؤوس المنايا بقطع الحراب وفتك السيوف البواتر ولا تحملوهم سوى ساعة واحدة إلا وولوا الأدبار صارخين الفرار الفرار من بعد أن وقع منهم من قتيل ومجروح ( ما ) ينوف عن ألف وخمسماية نفر منهم من انمسك مسك اليد ما ينوف عن ألفين وخمسماية نفر وأرطتين قد كانوا في قلعة حمص المحاصرة عندما كانوا عزموا على الهرب مع جانب عساكر أرنقوط ومجرد حلول ركابنا في أورضى الباشاوات القاعدين بمدينة حمص فاستولينا على أموالهم وخيامهم وجباخاناتهم وسائر ذخايرهم وصاروا جميعاً أغنيمته لنا والأرطتين والعسكر الأرناؤوط الذين كانوا في القلعة حينما نظروا هذه المهازل البديعة والظفر البديع استفاقوا وطلبوا الأمان وحنان العفو وكان اللطف غنامهم مرحمة منا أعطيناهم الأمان وخرجوا من القلعة آمنين مطمئنين نحمده تعالى على هذه النعمة العظيمة والمواهب الكبيرة الجسيمة فالآن لأجل نبشركم أصدرنا مرسومنا هذا لكم ويلزم منكم بوصوله تشهروا ذلك إلى كافة الرعايا بعمل الشنك إلى كافة المقاطعات والبلاد لكي يكونوا مثابرين على سنيات الدعوات الخيرية بدوام وتأييد صولة سعادة أفندينا ولي النعم والدنا المعظم وقهر أعداه المحجولين ما مر الأيام والسلام».
نقول لدى اطلاعنا على هذا البيان، تخالج في صدرنا منه أشياء، وترددنا في صحة نصه، ولا سيما والقسم الأخير منه مشوش غير مفهوم، فرجعنا أولاً إلى المخطوطة التي أخذ عنها الخوري الباشا نص هذا البيان، لنرى هل أخطأ في قراءة خطها. وبعد أن تأكدنا من أمانة الناشر، عدنا إلى المؤلف نفسه، لعلنا نجد فيه من سائر بيانات الباشا ما يبدد هذه الظلمات فلم نفلح. وعندئذٍ رأينا أن نعيد النظر في جميع البيانات التي صدرت عن إبراهيم باشا والتي أعلن فيها أخبار حروبه في سورية