تم التّحقّق من هذه الصفحة.
ويشعر مؤرخ هذه الحقبة من تاريخ العرب بحاجة إلى أبحاث علمية في أصول المخابرات الرسمية في مصر وسورية والعراق وغيرها من البلدان المجاورة في القرنين الأخيرين. لأنه يظهر أن كتاب هذين القرنين كانوا يتمشون بموجب عادات مرعية، ففواتح مراسلاتهم وغرضها المقصود وخواتمها جميعها تنم عن وجود عادات في الكتابات الرسمية. قال أحد المقربين إلى الأمير بشير الشهابي الشهير — ولعله الشيخ نصيف اليازجي -
«وكل واحدة من هذه الطوايف (في لبنان) في الطبقتين أعني الأمراء والمشايخ، يلقبه الحاكم في كتابته له بالأخ العزيز. غير أن في ملحقات هذا اللقب اختلافاً من وجوه كثيرة بين الأمراء. فإن الأمير إن كان من بني اللمع يكتب له الحاكم جناب حضرة الأخ العزيز الأمير فلان المكرم حفظه الله تعالى. أولًا مزيد الأشواق لمشاهدتكم في كل خير والثاني كذا وكذا وهذه الكتابة تكون في نصف طبق من الورق. وإن كان من بني رسلان يكتب له مثل ذلك ولكن في ربع طبق من الورق ولا يقول في أثناء كتابته والثاني وبعده ومتى أراد أن يكتب اسم نفسه في آخر الكتابة قال محباً مخلصاً لا أخاً. ولا يكتب لقب نفسه بل يكتب ثلاث نقط متصلة تحت اسمه وتحتها نقطتان متصلتان. يشير بالأولى إلى شين شهاب وبالثاني حرف ب»1
وما إلى ذلك من قواعد منظمة متبعة كل الأتباع على ما يظهر.
وقد وجدنا بالاختبار أنه لا بد لنا، في تحري الحقيقة التاريخية، من معرفة أنواع الحبر وألوانه، وأشكال الورق — من حيث الطول والعرض واللون والسماكة — وشركات إصداره إلى الأقطار العربية، وتمغاتها الشفافة عليه، وأصناف الأقلام وظروف استعمالها، في مختلف
- ↑ لمؤرخ مجهول: في تقسيم جبل لبنان وحالة الحكام فيه وعوايدهم والأديان التي توجد فيه. نسخة جامعة بيروت الأميركية ١٩٤٧٤، ص ٥-٦
- ٩ -