تم التّحقّق من هذه الصفحة.
وقد يعترض البعض على هذا فيزعمون أن المؤرخ بتبنيه فرضاً خاصاً قد أصبح بحكم هذا التبني ميالاً إليه يعطف عليه عطف الأبوة. وهنا يرد عليهم آخرون في أنه ليس من المحتم أن يكون في نفس المؤرخ فرض واحد، بل لا مانع من أن يضع فروضاً متعددة في آن واحد. ثم يمضي في عمله حتى يتوصل إلى أحسنها ملائمة للحقائق التي يستعرض. وبهذا يترفع عن الغرض المزعوم ويبعد عامل العطف الذي تالف في التبني.
فإذا اعترض معترض، في أن العقل لا يمكن أن يشغل نفسه في أكثر من فرض واحد في آنٍ واحد، عدنا إلى الأخلاق. فإنها أساس العلم كما أنها أساس العمران. والعالم من يبتعد عن الهوى ويتنزه عن مظان الزور ويخفض للحق جناح الذل والطاعة.
- ١٣١ -