صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/127

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
البَـابُ التَّــاسِعُ


الاجتِهَــاد


وقد تتوفر الحقائق المفردة في ناحية من نواحي الماضي وتُعدم في الناحية الأخرى. فيجتهد المؤرخ في تلافي ما قد يقع من فراغ. والاجتهاد في اللغة كما قال أبو حامد الغزالي: «هو عبارة عن بذل الجهود واستفراغ الوسع في فعل من الأفعال. ولا يستعمل إلا فيما فيه كلفة وجهد. فيقال اجتهد في حمل حجر الرحا. ولا يقال اجتهاد في حمل خردلة. لكن صار اللفظ في عرف العلماء مخصوصاً ببذل المجتهد وسعَه في طلب العلم بأحكام الشريعة. والاجتهاد التام أن يبذل الوسع في الطلب بحيث يحس من نفسه بالعجز عن مزيد الطلب1».

وقد يقع مثل هذا الفراغ في علم من العلوم الطبيعية. فيتلافاه العلماء بالتجربة والاختبار وإعادة المشاهدة. فلا ينفكون عن ذلك حتى يتم لهم ما أرادوا. فيضيفونه إلى سائر المعلومات ويسدون الثلم. أما المؤرخ فإنه

  1. المستصفى في أصول الفقه ج٢ ص ١٠١
- ١١٧ -