صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
البَـابُ الـثَّامِنُ


الرَّبط والتَّأليف


وبعد التثبت من صحة الروايات يشرع المؤرخ في التأليف وربط الروايات المختلفة. فينتفي البعض منها ويصرف النظر عن البعض الآخر ثم ينسق ما انتفى منها فينظمه ويجعله وحدةً متجانسةً متآلفة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

توطئة عامة: ويحسن بالمؤرخ المستجد أن يذكر بادئ ذي بدءٍ أن ربط الحقائق التاريخية وتأليفها يختلف عن الربط والتأليف في العلوم الطبيعية فعلماء الطب والحيوان مثلاً يشاهدون الجسد بتمامه أولاً فيدرسونه درساً إجمالياً وافياً. ثم يشرّحونه فيقسمونه إلى الأجزاء التي يتركب منها. وبعد التدقيق التام في هذه الأجزاء والتعرُّف إلى وظائفها وأعمالها يستطيعون أن يقابلوا فيما بينها ويتعرفوا إلى العلاقات التي تربط بعضها إلى بعض. فيدونون هذه الحقائق المفردة التي يتوصلون إليها. ثم يعودون إلى ربطها وتأليفها. فيتبعون خطة عينتها الطبيعة تكون ماثلة أمامهم. بل إنهم يستطيعون أن يتناولوا مجموعةً واحدةً يقابلونها على مجموعة

- ١٠٩ -