صفحة:مشهد الأحوال.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٦


وانجزر الامداد ، وذهب الجار يعوث بالجار والمزار يشط عن المزار وراح كل يزيغ في وعث البلي . ويروغ في وعكة القلي ، فما هذا الدار العام والدمار العام . انما هو الحرب والطعن والضرب . حينا الفيالق تحمل على الفيالق . والبنادق تسطو على البنادق . والكتائب تتجاذب الكتايب . والركائب تغور على الركائب . والقنابل تصادم القنابل ، والذوابل تستميل الذوابل . فتنكسر السنابك على السنابك وتلتطم المسابك في المسابك . اذ تلعلع المدافع باهوالها . وتهال الارض فتزلزل زلزالها . بينما تنحف القائم ، وتطاير الجماجم ، وتتساقط المواكل المتحركه وتهدم المباني المدركـه . يوم يصغر البحر بالامواج وتلغط الاودية بالرجراج . ويلبس الجو جلباب التتام . وتغور السماء في حباب الظلام ، ترقد عيون الدراري ، وتدلهم وجوه التراري.فظلمات بعضها فوق بعض وبلا بل تبلبل السماء مع الارض . فما ذاك من شان الصواب . وما هو الا رجسة الخراب ، ووقوع العذاب والمصاب . فكيف تنزل البشر منازل البهايم العاريه . ويفعل الانسان فعل الوحوش الضاريه . اذ ينثر عقد شمله ، ويفرق مجامع جمله . شاهرا حسام القراع . وساهرا باعين النزاع على عزيمة الصراع ، اليخنلس جيرانه . ويقتبس اقرانه . محرضا من عدو الطمع الالد . ووساوس الحسد الاشد يستزيد ذاته بنقص الغير وينسج خيره بنقض الخير. ولذلك لا يفتر مشتغلا بتهيم العدد . وتكثير العدد، فسوف النجم النقصان عن التام ، ويستقر الوجود من الاعدام