صفحة:مشهد الأحوال.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠

ولما استوت الطبيعةُ علي كيانها، وتمكنت في بيانها طلبت الحافظ على دوامها، والذب عن قيامها . فكانت المرأة ظرف تلك الظروف . وغصنا داني القطوف . فبادلت الرجل نظرات الاقتراب وغازلته مغازلة الاحباب. فرتع في رياض جمالها . وإقنطف ثمرات كمالها . حتى تما وظايف الاقتران . وحفظا نوع الانسان . وقد أشير الى ذلك في ثمرة العصيان . فحبلت المرأةُ وتوجعت . وتمخضت وتفجعت . فاندفعت إلى التربية والرضاع . وتهذيب البيت والمتاع . بينما الرجل يُفلح الحقول . ويستغل البقول . ويكدح ويكد . ويجهد وحد.

ولما اغناها شانها عن المتاعب الدنيوية، والمصاعب الارضيه، وقعت في عموم الهجس . وغموم المدس فطلبت الحلي والحلل وهامت بالرقة والغزل، لتختلس نظرات المواظر، وتسترق خطرات الخواطر، حتى إذا لم نجع رغابها، ولم ينجح طلابها رجعت بصفتة الغبون - ذارفة عبرات العيون، وتنظر الى المرأة نظار المعتجب . وتقول كيف هذا الجمال قد غلب . وإذا ظفرت بالمطلوب. وانتصرت على القلوب، تاهت بفوزها وتباهت . وبدلا لها تناهت . وكلما دنت فاستدنت . ولوت فاستولت، وللتصابي أولت . واذا نفيس نفس أهملها . وفي غرورها امهلها، رجعت فاسترجعت . ونجعت فاستنجعت . ولم تزل بين ورد وصدر. وبيان وحسر. الى ان تسقط دولة ذلك الجمال الباهر وتذبل زهرة ذياك الشباب