صفحة:مشهد الأحوال.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–١٠٤–


ينزل التبليج منزلة البلج ، ولا يقوم التزجيح مقام الزحج ، ولا يحل التكحيل والتدعيج محل الكحل والدعيج . ولا يظهر التوريد مظهر الورد، ولا يبرز التنهيد بروز النهد ، وهذه الصفات الباهيه . تغلب في الباديه

البدويه
سقى الجانب الشرقي من حلب الشبها
غمام حمى من شهب ذاك الحمي الشهبا
وحيا الحيا تلك الربوع وجادها
فلا وجدت جدبًا ولا عدمت خصبا
ولا برحت تلك المروج زبرجدا
ولا زال ذياك الندى لؤلؤًا رطبا
هناك من الاعراب لي بدوية
غزت بالعيون الترك والعجم والعربا
مهاة أبت الا السراج مع المهى
فتوحش من حاب وتونس من حبا
لها في فواد الصب مرعى ومرتعٌ
ولو رتعت في البيد أو رست العشبا
غناها بياض الجيد عن بهجة الحلى
وعن حسن ماء ماء حسن ابى النضبا
فما وردت خدا ولا بيضت طلى
ولا حمرت ثغرًا ولا سودت هدبًا
ولا جعدت شعرا ولا صقلت يدا
ولا عرضت ردفا ولا ضيقت جنبا
فقد ديج الرحمن الوان حسنها
وقد تحنت أيديه قامتها العجبا
ترائب ساج تعمل الصبح لا الحلى
وارساغ عاج تلبس القلب لا القلبا
ونسرين وجه لا يحول بياضه’
وإن يستحل وردا فذا ان رات صبا
أضاربة في مهجتي مضرب الهوى
عليك به لا بالقلا فهو لا يسبى
وضاحكة والرفق انت بمدمعي
فدينك من ضحك ولو زدتني كربًا
وبادية في طلعة بدوية
يروح لها دمع الحضارة منصبًا
فما خضبت منك الخدود وسادة
ولا نظرت مراتك الصبغ والخصبا