صفحة:مشهد الأحوال.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦

والطويل بالقصير . انشأ الكل قتالاً وخصاما . فكان كل لسواه طعامًا . وهاك انيابا تمزق تمزيقا . ومخالباتشتق تشقيقا . واظفارا تشب نشيا وإطراقا تضرب ضربا ، فعراك عظيم لا يخمد شراره . ونزال البم لا يفتراواره ، والموت يفتك فتك الشجيع . وهو خاتمة الجميع

حال الانسان

ولما تم الانسان في جنسه ، وعلم علم نفسه . نظر الي الكائنات فادركها . وجد وراء المعرفات فادركها . حتى اذا ما اطلق على المحيطات به نظر المنتقد . وميز الاشيا وفصلها بفكره المتقد . ما لبث أن مد علي الكل ظلال رايته . واخضع الجميع تحت رياسته ، واذ أخذته جانحة الطمع. وغلبت عليه ملكة الولع . وهام بحب الذات وبالفوز على الذوات . ثارت الموجودات علميه بطبايعها ، ونهضت ضده الأكوان بشرايعها، وأخذت تدافعة وتصارعه ، وتطالبه الوجد وتنازعه . فنضى سيف حكمه وحكمه. وأخضع الكل تحت قدمه . فكان غلبه غلبة عليه، وإدراكه مصيبة لديه ، لا سيما اذ عرف الزمان وميز بين الان والاوان . فغدا يصارع الحاضر. ويرتعد من المستقبل ويأسف على الدابر فراحت الحوادث تطارده والايام نمانده حتى اصبح هدفا الاحوال، وعرضة للاهوال · تارة يهيم بطلب المسرات. وتارة يضج في حرب المضرات . وبينا الملذات تحيط بقلبه تحدق الالام يلبه - فما ابتسم الأوبكى . وما شكر الأ وشكى . وإذا فرح بضع ايام .