صفحة:مرآة الحسناء.pdf/300

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٩٦
هيهات ينجو المرءُ من غزواتهِ
أبدًا وإن يكُ ساكنًا برجًا حصينْ
ما الدهرُ إلا باسلٌ بطلٌ إذا
طلبَ النزال يروع آساد العرين
تبًّا لهُ من غادرٍ متمردٍ
تجري مكائدهُ على مجرى السنين
دهرٌ خئونٌ ليس يرعى حرمةً
وأبٌ جهولٌ طالما أردى البنين
لو كان يخشى الدهر ذا فضلٍ لما
أودى بمن هو كان خيرَ الفاضلينْ
وأذاقهُ كأس المنية والفنا
فأعاد في الأحزان كل المؤمنينْ
آل الشريفِ أَحْسِنَنَّ تصبرًا
فالله ليس يضيع أجر المحسنينْ
حزنٌ طويلٌ والتصبر دونهُ
أجرٌ فبشر بالأجور الضامرين
الناس هالكةٌ ويبقى وجههُ
وكذا الإله قضى بكل المرسلين
إن كان غابَ عن الحمى أسد الحمى
فبهِ نرى الأشبال أضحت راتعين
بشرى لرمسٍ ضم جوهرَ جسمهِ
فبهِ ثوى من كان ذخر الطالبينْ
ضمَّ الدراية والنباهة والهدى
وحوى الوزارة فالكمال بهِ رهين
لو كان يدري الرمس أيَّ فتًى حوى
لجرى يصفق صفقة المستبشرينْ
يا تربُ حزت من البرية يوسفًا
فانعم فإن الحسن فيك غدا دفين
إن كنت ذا نطقٍ سقاك الله قل
جل الذي سواهُ من ماءٍ وطين
من للوزارة بعدهُ هيهات أن
نلقى فتًى يحكيهِ بين المسلمينْ
والموتُ ينتقد الرجال لأنهُ
يختار قبل الكل أخذ الصالحينْ
هيهات أن نلقى فضيلًا مثلهُ
يومًا وإن كثر ادعاءُ الجاهلينْ