صفحة:مرآة الحسناء.pdf/249

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٤٥
مهلًا فلم يبقَ لي صبرٌ ولا جلدٌ
على الصدود الذي فيهِ بدا سقمي
هواك في القلب نارٌ ضمحلت جسدي
وذكر وصلكَ أضحى كالندى بفمي
قد شابَ رأسي مما ذقت منكِ ولم
تحلُّ شمسُ الصبا في دارةِ الهرمِ
هلَّا كفاني ما قاسيت مصطبرًا
من الغرامِ الذي يسطو على الأممِ
فكم دلالُك يا ذات النفار سعى
بهدِّ صبري وعيناك بهدرِ دمي
عشقت لطفك لا الوجه الجميل وكم
يحلوَ الجمال على مستَظرف الشيمِ
ليتَ الذي حال ما بيني وبينك لا
يطيبُ حالًا ويغدو تائَه القَدَمِ
هيهات ينجو فتًى يهوى الكواعب من
سعي الوشاة وهذر العذل والتهمِ
حسن بقلبي لمَّا لاح مرتسمًا
دعا عظامي وأحشائي إلى العَدَمِ
فإن غدت زفرتي نورًا فلا عجب
وربَّ نورٍ بدا من أعظم الرُّممِ
بشراك يا قلب بالطيف الذي لك قد
بدا وويحك يا طرفي فلم تنمِ
هيفاءُ في حبها قد صرت مفتتنًا
وقد غدا جسدي لحمًا على وضمِ
إذا تبدَّت بدا ذاك النفارُ فكم
عينايَ في نِعَمٍ والقلبُ في نقمِ
وا حيرتي! بين عيني والفؤَاد فذي
ترجو لقاها وذا إن يلقها يضمِ
والحسن في وجهها الميمون قد طفحت
أنوار بهجتهِ كالبدر في الظلمِ
سقى العهاد أديمًا قد نعمت بهِ
مع الحبيبِ وعهدًا مرَّ كالديمِ
مضى الوصال ولم يترك سوى أرقٍ
بمقلتي وبأحشائي لظى الضرمِ
كم وقفةٍ لي على ربع الحبيب دجًى
أنوح والناس تقضي لذة الحلمِ
والبدر في ظلمات الليل قد نشرت
أنوارهُ كانتشار الشيب في اللحمِ
فوا بكائي على طيب اللقا وعلى
تلك الليالي التي مرَّت ولم تدمِ