صفحة:مرآة الحسناء.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠
قافية الباء

فما دعاهُ أديباً غيرُ ناصرهِ
وهل يقومُ بنصر الغمر غيرُ غبي
وقال الى صديقٍ لهُ
أثر النوى
لي في يدِالبين قلبٌ راح يضطربُ
ومهجةٌ في لهيب الشوق تلتهبُ
بينٌ بهِ مقلتي تُحيي الدُّجى أرقاً
والروح والقلب ذي تهفو وذا يجبُ
ومعشرٍ خلَّفوني في البعاد على
جمرالغضا مذبهم قد سارت النجبُ
بعدٌ أعاد نهارَ القرب ليلَ نوىً
واغتال شمسَ الهنا حتى بدا الكربُ
وكم يلوحُ على وجه الطبيعة من
كآءبةٍ حينَ شمسُ الكون تحتجبُ
يا أيها الدهرُ هل عيني تعودُ الى
رويا الأحبةِ قل لي أيها الغضبُ
صممتَ أذنكَ لكنْ عن بكاي وقد
أغمضتَ جفنك لكن تحتهُ اللهبُ
لوكنت تصغى لما قصَّ الحمامُ على
سمعي حديثَ بكا سلمی فأنتحبُ
رعبوبةٌ أن تكن عن ناظري اغتربت
فأنها عن فوادي ليسَ تغتربُ
وظبيةٌ مذ رأت عيسَ النوى ظعنتْ
بها بكت لفراقي والنوى نوَبُ
وجهٌ لها يحملُ الحسنَ البديعَ ولي
قلبٌ شجٍ تحت حملِ الشوق مضطربُ
ألقت محبَّتُها في القلب كلَّ هناً
كذاك أبدت لهُ ما فيهِ يكتئبُ
مثلَ الهواءِ الذي منهُ الحيوة لنا
تاتي ومنهُ لنا الأمراض والعطبُ
يا طلعةً اطلعتْ فيها الطبيعةُ لي
جواذباً نحوها الأرواحُ تنجذبُ
كلٌ من الجوهر الأصليّ قامَ وما
كلٌّ يُحَبُّ فما بين الدما نسبُ
أن كان أبعدها عني النوى فعسى
يبدو منَ البعدِ قربٌ كلهُ طربُ
والبعدُ يخلقُ عتباً في اللقاءِ فكم
يلذُّ من فمها عند اللقا العتبُ