صفحة:مرآة الحسناء.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢١
قافية الباء

هيهاتَ يحسنُ لي طيبُ الحيوة اذا
غابت عن العين في السول والأربُ
فما الحيوةُ وما هذي الجسومُ وما
هذا القيامُ وما الدنيا وما الحقبُ
طبيعةٌ تحتَ لمح الوهمِ تظهرُ في
شكل الوجود ظهوراً كلهُ عجبُ
أو المعادنُ تحتَ الالتئَام تُرى
مقسماتٍ الى ما ليس ينحسبُ
فمن جوامدَ لا تهوى الحيوة ومن
ذوي حيوة ومن نبتٍ لها يحبُ
وللوجود قوىً تدعو عناصرًهُ
الى اجتماعٍ بهِ الاجسامُ تُكتسبُ
وما العناصرُ من حيثُ الكيان سوى
روحِ الفراغ وهذا مذهبي الذهبُ
ليس الفضاءُ بخالٍ فهو منشغلٌ
بما اليهِ قيامُ الكون ينتسبُ
هناك أصلُ الهيولى قامَ منتشراً
أصلٌ تفرَّع منهُ العالم العذِبُ
أينَ العذوبةُ ياذا الحيُّ قل ليَ في
هذا الوجودِ ففيهِ البوس ينسكبُ
تُوحي الحيوةُ الى جسمي فيطلبُ من
يدِ التراب غذاهُ بئس ذا الطلبُ
فما رفعتُ يدي بالخبز نحو فمي
الاَّ وأزهقَ روحي ذلكَ التعبُ
قد أحدق الضيمُ بالدنيا فحيثُ بدت
مسرَّةٌ كان فيها يكمن الحربُ
بئسَ الحيوةُ التي أغرت بنا فمشى
كلُّ امرءٍ في ليالٍ ما لها شهبُ
يسعى الفتى في سبيل العمر مندفعاً
إِثرَ المنونِ وتجري خلفهُ النوبُ
مثلتُ صورة ذي الدنيا مجردةً
للذهن فارتسمت في وجهها النكبُ
لوِ الجنينُ درى ماذا يُعَدُّ لهُ
في الأرض لم يخلِ رحماً فيهِ يحتجبُ
وليس يدري الفتى ماذا يجيءُ بهِ
حكم القضاءِ فعلمُ الغيب مغتربُ
فلو علمت بأنَّ القرب غايتهُ
هذا النوى كنتُ كل القرب أجتنبُ