صفحة:مرآة الحسناء.pdf/198

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩٤
 

قافية القاف

وقال
اما والذي قد زيَّن المرءَ بالنطقِ
لقد قلَّ من في الناسِ ينطق بالحقِ
فما اشرفَ الانسانَ ان كان صادقًا
فلا شرفٌ يعلو على شرف الصدقِ
لسانُ الفتى في فيهِ أصغرُهُ فان
وفى حقَّهُ اضحی بهِ اكبرَ الخلقِ
وما الكبرُ في هزّ الخصور تبخترًا
بل الكبرُ في هزّ اليراع على الرقِّ
فَذَلَّ دنيٌّ بالتكبُّر يرتقي
وعَزَّ شريفٌ بالتواضع قد رُقي
وليتَ دخانَ الارض لم يصعدِ العلا
ولم يهبطِ الجريالُ طوعًا الى العمقِ
يصغرُ قدرَ المرءِ تعظيمُ نفسهِ
فذا خُلُقٌ يأباهُ كلُّ اخي حذقِ
الم ترَ أنَّ البدرَ يصغرُ كلَّما
ترقى العلى وهو الكبيرُ على الأُفقِ
فعالُ الفتى تعلو بهِ او تحطُّهُ
فكم بينَ فعل الخيرِ والشرّ من فرقِ
اذا لم يبنْ فضلٌ فلم يشدُ مادحٌ
وهل لعلعت يومًا رعودٌ بلا برق
وكلُّ اخي فضلٍ يجودُ بفضلهِ
بلا طلبٍ فالسحبُ من طبعها تسقي