. كان فيصل مخلصة ذكيا مجد ، وكان يعتمد في سياسته على الرئيس واسن والانكليز ، ولكنهم خانوه وخانه كثير من حوله ، إلا أنه حتى في خدلانه لم يه في رأينا ظافرا منتصرة إذ لو انحشد ما انحشد من المقاومات و المعاكسات لاأعظم انسان ] أن مخرج منها غير مخرجه ولا أن تكون له نتيجة غير نتيجته ... فهو لم يدع وسيلة أو حيلة إلا تذرع بها ، ماشي تطور الحوادث و قاومها ، وأخذ بالمسالمة والعداء ، وسالت كل طريق لحماية البلاد والفوز باستقلالها ، ولكن العوامل من حوله کانت أقوى منه لقد أخطأ وأصاب ، شأن كل انسان ، ولكن ما عساه يفعل هو أو أي داعية في السياسة ، والاتراك قد استغلوا الحركة العربية حتى فازوا بما يريدون من الفرنسيين ، والأنكاز عرفوا كيف يساومون على الموصل الغنية بترولها فتنازلوا أفرنسا عن ضمان حقوق العرب في سورية لقاء تنازلا عن الموصل يسع فيصل أن يفعل ومن حوله لم تمرسوا على السياسة ولكل من غاياته السياسية وجهة هو موليها ، و تعا کس وجهة سواه ؟... ومما يسجله التاريخ الفيصل مداد الفخر والقدر ما بثه في النفوس والافكار من روح الوعي والتمرد على الظلم والشعور بالقومية ، رغم ان دولته كانت في عمرها قصيرة ، ولقد رأينا كيف أن الروح التي نفخها قد آتت أكلها في الثورات المتداركة التي نشبت في سورية والعراق وفلسطين ثم امتدت إلى الشمال الإفريقي ، فنغصت على المستعمرين عيشهم ، وآذتهم في سياستهم ، كم آذتهم في الضحايا التي ذهبت طعمتها . نضيف إلى هذا ما اضطلع به فيصل في ميادين الاصلاح الاجتماعي والعمراني ، ماذا د ۲۸۷ -
صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/293
المظهر