صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/282

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اتفاق بريطانيا فع بلاده ، واذا مانع في ذلك يجب ارجاع قطاره الى الشام » و تلقاء هذا الموقف الحرج قرر الملك فيصل مغادرة درعا بعد أن استيقن من استحالة المقاومة فيها ، وكان عليه أن يختار بين السفر إلى لواء الكرك الذي هو منطقة نفوذ بريطانية ولو كان جزءا من سورية التي حكمها الملك فيصل ، لان الفرنسيين لن يتعرضوا له فيها ، أو السفر الى حيفا بادیه ذي باده . ولما كانت غاية فيصل ابعد الاكتفاء جزء صغير من سورية وهو الذي دعي فيما بعد بشر في الأردن ، و كان على يقين من فرنسا على أن تتخلى لها عن حرية العمل في سورية ، وهو لهذا لا يسعة الاعتماد على بريطانيا في أن تعينه على استرجاع الحقوق المغتصبة إلى أصحابها اذا ما اتخذ مركزا لدفاعه عن قضية سورية في البلقاء لواء الكرك ، سما وقد افهمه زعماء حوران بكل صراحة بأنه لا يجرون على قدرته الا أذا أتاهم بدلیل ماموس بتأييد ربطانيا له وأن تختلف خطة زعماء البلقاء عن مثل ذاك ، مما اضطره الترجيح السفر إلى حيفا بقصد السفر الى اوروبا الدفاع عن الحق المنتصب لدى جمعية الأهم و بريطانيا وغيرها من الدول الغربية . و يفكر بالسفر إلى الحجاز کا رغبت فرنسا ، وكان قراره هذا ، مما يرضي المسؤولين البريطانيين في فلسطين اذ لا يبتي مجالا للاحتكاك بدنه و بين فرنسا بسبب قيام فيصل في بلاد تابعة لنفوذه، بأعمال تعدها فرنسا عدوانية . فرحب المندوب السامي البريطاني في القدس بسفر جلالته إلى حيفا ، واصدر أوامره لحاكمها بتقديم ضروب المساعدة والاحترام اللائق لجلالته وهكذا غادر الملك فيصل ومعيته درعا ، في أول آب ، قاصدا الى - ۲۷۹ -