انتقل إلى المحتوى

صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/100

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

وفي ستراسبورغ قلدت الحكومة الافرنسية سمو الامير وسام جوقة الشرف الاكبر باحتفال عسكري مهيب كان يترأس عليه الجنرال غورو . ومن ستراسبورغ دعي سمو الامير لزيارة فيسبادن وهي من أجمل مدن الاستحمام الالمانية, ومنها الى فرنكفورت . وكانت خطة قيادة الجيوش الحليفة التي يرأسها المارشال فوش هي اطالة اقامة الامير في مدن الجبهة وفقا لتعليمات وزارة الخارجية الأفرنسية ليكون بعيداً عن باريس التي سيفتتح بها مؤتمر السلم ، وما قدم الامير إلا ليشترك به ويطالب بحقوق العرب في استقلالهم وفقا للعهود التي قطعت لجلالة والده الملك حسين ، وجريا مع مباديء الرئيس ولسون الامريكي وكان الأمير قد انتبه لما دبر حوله من مؤامرة ، وذلك من خلال أحاديث الكولونيل لورنس قبيل مغادرته لفرنسا بناء على طلب من وزارة الخارجية الفرنسية . . . أدرك أن الحكومة الفرنسية غير راغبة في اشتراكه بمؤتمر الصلح مندوباً عن جلالة ملك الحجاز الذي حارب في صفوف الحلفاء ، وأن بريطانيا لا تشاركها هذا الرأي ، وإن كانت الشبهة تدور بها هي نفسها في تحقيق ما وعدت به العرب ، الأمر الذي حدا بلورنس أن يعيد الى الحكومة الافرنسية والى حكومته جميع الاوسمة التي كان يحملها احتجاجاً على اخراجه من فرنسا أولاً ثم على عدم تحقيق ما كان يمني به فيصل والملك الحسين من نتائج اشتراك العرب في الحرب مع الحلفاء ونيلهم حقوقهم كاملة

واتجه فيصل الى الحكومة البريطانية يستوضحها عن صحة نوايا فرنسا فوصل اليه الرد مؤيداً ، وذلك الى فرنكفورت التي كان يحتلها الجيش البريطاني . وللحال قرر السفر الى باريس رغم ان برنامج زيارته لما ينته٩٤ --