صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٤ -

طالب المعروف بقتيل فخ عند مكة.

أما عن سبب اشتعال الثورة فهو أن والي المدينة وهو حفيد عمر بن الخطـاب اسمه عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - أقام الحد على أحد العلويين الذي يعرف باسم الزفت وذلك لشربه النبيذ. واحتج العلوي وهـو الحسين بن علي على عقاب المتهمين، وقال للوالي أن أهل العراق لا يرون بـه، وكفل الحسين بن علي الثائر أبا الزفت (أن ضمنه)، ولكن أبا الزفت تغيب عن العرض الذي كان يجب عليه أن يحضره، وكان في هذا حرج للضامن، الـذي لم يجد سوى الثورة رداً على أمانات الوالي، وجاء العلويون صباحاً إلى المسجد فبايعوا الحسين على كتاب الله وسنة نبيه "للمرتضى من آل محمد". وتمكن الثوار من هزيمة الوالي ونهبوا بيت المال، إلا أن أهل المدينة لم يجيبوهم فخرجوا بعد أحد عشر يوماً. وذهب الحسين إلى مكة، وتمكن من ضم كثير من العبيد حولـه، وذلك بعد أن أعلن تحريرهم. وكان في مكة كثير من العباسيين، وكان معهم الموالي والسلاح، فاجتمع العباسيون بذي طوى، وقادهم محمد بن سليمان بن علي والـي البصرة وقاتلوا العلويين وتمكنوا من إلحاق الهزيمة بهم، وقتل المطالب بالخلافة، وتمكن كثير من الثوار من النجاة باختلاطهم بالحجاج. وتمكن أحد العلويين وهـو إدريس بن عبد الله من الهرب إلى مصر وهناك حمله صاحب البريد الذي كـان يتشيع إلى بلاد المغرب، حيث وصل إلى مدينة "وليلي" في منطقة طنجة وهنـاك استجاب له بـربـر أوربـة وكون دولة الأدارسة وبنى مدينة فاس التي ستصبح عاصمة المغرب الأقصى1.

الخـــــــوارج:


أما عن الخوارج فانهم ثـاروا بالجزيرة، وهزموا الوالي قرب الموصل، ولـم يقض عليهم إلا بعد أن قتل زعيمهم غيلـة2


  1. انظر، ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٧٤ - ٧٦.
  2. ابن الأثير، ج ٥، ص ۷۷.