صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٣ -

أو مات مسموماً1.

ولن تطول خلافة الهادي أكثر من سنة وثلاثة أشهر، أرقته (شغلته) فيهـا مسألة ولاية العهد، وذلك أن الهادي شعر بخطر أخيه هارون الذي كانت تؤيده أمه الخيزران، وكانت تتدخل في شئون الحكم، فعمل على الحد من سلطانهـا، كما حاول أن يعمل الرشيد على التنازل عن ولاية العهد وبدأ يتخذ إجـراءات مشددة ضد أخيه، وسلبه امتيازاته كولي للعهد فالنص يقول: "وأمر الهادي - أن لا يسار بین یدي هرون بالحربة فاجتنبه الناس وتركوا السلام عليــه"2.

ونستبين من النصوص أن الرشيد كان مستعداً للتنازل عن ولاية العهد لابن أخيه جعفر وربما تم ذلك لولا صغر سن ابن الهادي ونصح يحيى بن خالد برمك للرشيد بعدم الاستجابة لطلب أخيه الخليفة، وعرف الهادي تأثير يحيـى على الرشيد، "فبعث إليه وتهدده ورماه بالكفر" ولكن ابن برمك تمكن من إقناع الخليفة بترك هذه المسألة بعض الوقت، ونصحه بألا يحمل الناس على نكث الأيمان - أن حنث الأيمان أي تحللهم من البيعة - وبين له أن ابنه جعفر لم يزل صغيـــــــــراً وسأله "أتظن الناس يسلمون الخلافة لجعفر - وهو لم يبلغ الحنث ـ أو يرضون به لصلاتهم وحجهم وغزوهم" ثم رغبه في أن يكون ابنه ولي العهد الثاني3.

ثورة الحسين بن علي بالمدينة:


أما عن العلويين، فإنهم قاموا بالثورة في المدينة ومكة - وستفشل هذه الثـورة في الحجاز، كما فشلت سابقتها من قبل، ولكنها ستنجح في بلاد المغرب الأقصى وتزعم هذه الثورة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبـي


  1. ابن الأثير، ج ٥، ص ۷۱.
  2. انظر، ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۷۹ (عن الحد من نفوذ أمه)، ص ۷۷.
  3. ابن الأثير، ح ٥، ص ۷۷ – ۷۸.