صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
مقدمة الطبعة الثانية للمجلد الأول من المنار

كثيرة يجمعها الاصلاح الديني والاجتماعي لامتنا الاسلامية هي ومن يعيش معها، وتتصل مصالحه بمصالحها، وبيان اتفاق الاسلام مع العلم والعقل ، وموافقته لمصالح البشر في كل قطر وكل عصر ، وابطال ما يورد من الشبهات عليه ، وتفنيد ما يعزى من الخرافات اليه، وهو عمل قد ملا في عالم الصحافة الشرقية فراغا، وأشرع لطلاب الارتقاء من الامة منهاجا ، كان «المنار» فيه على رأيهم - سراجا وهاجا، ظهر على شدة حاجة الامة اليه، واستعداد هذا القطار لظهور مثله فيه، ولكنه على هذا وذاك بدا كالاسلام غريبا ، وممقوتا من السواد الاعظم لا محبوبا ، يعشي نوره خفافيش البدع والخرافات ، الذين ألفوا تلك الظلمات ، حتى قال لنا خاتمة شيوخنا الاستاذ الامام : أن الحق يظهر في المنار عريانا في الغالب ليس عليه شيء من الحلي والحلل التي تجذب اليه أنظار من لم يألفوا الحق لذاته، وكتب الينا أول شيوخنا الشيخ حسين الجسر في ٢٨ ذي القعدة سنة ١٣١٥ مانصه جوابا عن كتاب :

وصلني كتابكم الكريم بعد مضي أشهر من وصولكم لمصر معتذرا عن تأخره فقيلت المدر ودعوت ليكم بالتوفيق ، وأعقب وصوله ظهور المنار ساطعا بأوار غريبة مرغوبة الا انها مؤلفة من أشعة قوية كادت تذهب بالابصار » الى آخر ما كتبه وفيه انتقاد لبعض المسائل اجبناه عنها ، مبينين له ما عندنا من الحجج عليها، وانباء بمقاومة الحكومة العثمانية للمنار ، وكان ذلك كما قال

اني لم أنشئ المنار ابتغاء ثروة أتأثلها ، ولا رتبة من أمير أوسلطان أتجعل بها ، ولا جاه عند العامة أو الخاصة أباهي به الاقران ، وأباري به أعلياء الشاد ، بل لانه فرض من الفروض يرجي النفع من اقامته، وتأثم