صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٨
(المنار ١ -١)
اصطلاحات كتاب العصر

ذلك أن معنى الكفر في أصل اللغة الستر والتغطية وكانوا يسمون الليل كافر آ لانه يغطي بظلامه الاشياء واطلقوا لفظ الكافر على طلع النخل واكمام النور ( الزهر) لما ذكر وعلى البحر لان الشمس تغيب فيه بحسب الظاهر وعلى ثوب كانوا يلبسونه فوق الدرع يقولون له كافر الدروع وقد القرآن العظيم الزراع كفاراً كما هو المشهور في تفسير قوله تعالى (كمثل غيث أعجب الكفار نباته) و امثال هذا في اللغة كثيرة ويظهر منها ان حقيقة الكفر تغطية المحسوس بالمحسوس ثم اطلق على من لم يذعن للدين ومن لم يشكر النعمة تجوز و كل ما نقل من العبارات المستعملة من هذه المادة يومىء إلى ماذكرنا (راجع الاساس وغيره) سمي وحيث قد اختلفت الحال وتغير الاستعمال فلا ينبغي اطلاق اسم الكفر على صاحب دين يؤمن بالله ) ولا نغير كتب الفقه أو نعترض عليها )

ورب متحمس يرميني بالافتئات على الفقهاء أو مصانعة النصارى أو الميل مع ريح السياسة عن جادة الشرع فاقول على رسلك أيها المتحمس فان أذية الاجنبي المعاهد على ترك الحرب محرمة فما بالك بالوطني ( أي من المخالفين لنا في الدين ) و ان كان لا يقنعك الا النص الصريح من كتب الفقه على هذه المسألة بخصوصها فاليك هذين النصين احدهما عام ، لآخر خاص بلفظ الكفر

جاء في (معين الاحكام) ما نصه : اذا شتم الذمي يعزر لانه ارتكب معصية وفيه نقلا عن الغنية ولو قال للذي يا كافر يأثم ان شق عليه اهـ

ولعل وجدانك لا يسمح لك بان تقول الآن انه لا يشق عليه وهو سب صريح واذا ثبت أنه لا يجوز نداؤه بهذا اللقب في وجهه لانه يستاء