صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢
(المنار ١ -١)
فاتحة السنة الأولى المنار

ايمانا ، وترك الاعمال المفردة توكلا، ومعرفة الحقائق كفر ا و الحادا ، وإيذاء المخالف في المذهب دينا ، والجهل بالفنون والتسليم بالخرافات صلاحا، واختبال العقل وسفاهة الرأي ولاية وعرفانا ، والذلة والمهانة تواضعا ، والخنوع للذل والاستبسال للضيم رضى وتسليما ، والتقليد الاعمى لكل متقدم عليها وايقانا

تشخص هذه الامراض الروحية وأشباهها، وتوضح عللها وتصف علاجها، وتجتهد في تأليف القلوب المتنافرة، ووصل العلائق المتقطعة، وجمع الكلمة المتفرقة ما استطاعت، وتحاول اقناع أرباب النحل المتباينة، والمذاهب المختلفة، ان الله تعالى شرع الدين للتحاب والتواد، والبر والاحسان، وان المعارضة والمناهضة ، والمناصبة والمواثبة تفضي الى خراب الأوطان، وتقضي على هدي الاديان ، وتحت على التمسك بالدين ، وتبين انه أساس السعادة وان الكفر فساد العمران ، وتدرأ الشبه الواردة على الشريعة الاسلامية، وتدحض مزاعم من قال: أنها حجاب كثيف وسد حائل بين الآخذين بها وبين المدنية الصحيحة: الجهلهم بما انطوت عليه من الحكم الرائية، والاحكام المادلة، وترشد العاملين إلى أن محاولة الطفور غرور ، وان طلب الغاية في البداية جهل وحرمان وان مراعاة السنن الالهية ، ومسايرة النواميس الطبيعية ، كافية بتوفيق الله تعالى لبلوغ كل مقصد، ونيل كل مرام، وتنبه الثمانيين على أن الشركات المالية هي مصدر العمران، وينبوع العرفان،وان عليها مدار تقدم أوربا في الفنون والصنائع، لا على الملوك والامراء ، فهي التي تنشيء المكاتب والمدارس، وتشيد المعامل والمصانع وتسير المراكب والبواخر ونموذج ذلك بين أيديهم، وتحت مواقع أبصارهم، وتنشر محاسن