صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-11 وفى الموضوع كما ترى تلك الصداقة الحلوة بين شجرة الجميز والحبيبين ، حيث تشترك الطبيعة في مباركة الحب . فإذا أضفنا إلى ذلك أن شجرة الجميز كانت مقدسة عند المصريين لأن إلهة « الخصب » « حاتحور» كانت تسكنها ، وترسم مطلة بين فروعها ، زاد الموضوع قوة . فليست الطبيعة وحدها هي التي تبارك الحب ، بل الآلهة أيضا وإلهة الحسب بنوع خاص ! وشجرة الجميز هذه غرستها الفتاة بيدها وها هي ذي : « تفتح فمها لتتكلم « فيكون حفيفها أوراقها عذبا كالعسل المصفى « ما أجمل أغصانها « إنها موقرة بهارهي أشد حمرة من حجر الدم « وأوراقها تزدان بلون خضرة البردي « وهي تجتذب الناس إلى ظلها لأنه ذو نسيم عليل » ثم تضع الشجرة رسالة صغيرة في يد بنت البستاني ، تعدو بها إلى الحبيبة وهذه هي الرسالة : « تعالى واقضي الوقت في ( ظلی )(۱) « فالحديقة رفافة نضيرة « وفيها جواسق لك « والبستانيون يسرون ويطربون ه حين يرونك « أرسلى العبيد قدامك « ومعهم أدواتهم (۱) هذه الكلمة ضائعة في الأصل ووضعناها تكملة