صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

« أبن تمضي جموعات الضالة مع الريح؟ « قاما نبالي . وأقل من ذلك ما ندرى ! ه إنما سبيلنا من سبيل الهواء « حياتنا في دواماته العاصفة « وموتنا في الهاوية هناك » فهذا إنسان يحس بنفسه وبالناس كزهرة بين أزهار الصفصاف . « سبيلهم جميعا من سبيل الهواء . حياتهم في دواماته العاصفة وموتهم في الهاوية هناك » فيزيد على إحساس الغربيين بالاندماج في الطبيعة ، تلك الصوفية الغيبية ، الشرق الجميل العميق البسيط ، الذي لا يكاد يبدو في الشعر العربي طابع - ۱۷ - من عطر البشنين : وفي المجموعة قطعة أخرى للشاعر نفسه فيها هذه الصوفية الرقيقة ، وبجانبها ی إحساس المودة الصادقة بينه وبين الطبيعة ، التي تداعبه نسماتها ، وترسل عليه زحاما من العطور ، وتبسم في وجهه ، وهو لا يدرى من زحمة العطور عليه ، عطر الورد « على ضفة الجدول الغربي « تطيف في الأحلام في الغسق المزنبق « وتداعبنى نسمات الربيع « فترسل على زحاما من العطور « وتبسم في وجهي حين لا أدرى « عطر الورد من عطر البشنين » >> . « و نتجاوز مجموعة « العرائس والشياطين » لنقع على أغنية مصرية قديمة حيث : « تدعو شجرة الجميز فتاة إلى موعد حب تحت ظلالها ، واعدة أن تكون أمينة على أسرارها ! »