صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 61 - الطعـة في الشعر العربي - يخيل إلى من مجموعة الشعر العربي أن « الطبيعة » لم تكن إلا قليلا متصلة بإحساس الشعراء العرب اتصال الصداقة والألفة – بله اتصال المجموعة الحية – فهي في الغالب صلة عداء يمثلها قول الشاعر : وركب كأن الريح تطلب عندهم لها « ترة » من جذبها بالعصائب وإن كانت هذه الظاهرة العامة لا تنفى الأحاسيس المفردة لبعض الشعراء حينها تختلف البيئة كقول حمدونة الشاعرة الأندلسية : وقانا لفحـة الرمضاء واد نزلنـــا دوحه فحنا علينا وأرشفنا على ظمأ زلالا ألذ من المدامة والنديم - V باد بن السر الضا سقاه مضاعف الغيث العميم حنو المرضعات على الفطيم ألفتها وكأبيات المتنبي المعجبة في وصف شعب بوان وفيها ذلك البيت الجميل : يقول بشعب بوان حصانی : أمين هذا يسار إلى الطعان ؟ ! وإن كان هذا من مقولات الحصان التي يسخر منها المتنبي ! وظاهرة أخرى تغلب في الشعر العربي ، وهي الإحساس بالطبيعة عند كأنها منظر يوصف أو يلتذ ، لا شخوص نحيا ، وحياة تدب . والمواضع التي أحس فيها الشعراء العرب بالطبيعة هذا الإحساس الأخير تكاد تعد . فنحن إذا استثنينا ابن الرومي – وكان بدعا في الشعر العربي كله لا نكاد نعثر إلا على أبيات ومقطعات يحس الشعراء فيها هذا الإحساس ، على تفاوت في قيمتها الفنية . نذكر منها أبيات البحتري في وصف الربيع التي مطلعها : -