صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٤٠ أسندونى بأقراص الزبيب ، أنعشوني بالتفاح فإلى مريضة حبا . شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى . أحـلـفـكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول : ألا توقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء ! « صوت حبيبي . هو ذا آت طافراً على الجبال ، قافزاً على التلال شبيه بالظبي أو بغـفـر الأيائل ، هو ذا واقف وراء حائطنا ، يتطلع من الكوى ، يوصوص من الشبابيك . أجاب حبيبي وقال لي : " قومي يا حبيبتي ياجميلتي، وتعالى . لأن الشتاء قد مضى، والمطرمر وزال . الزهور ظهرت في الأرض . بلغ أوان القضب وصوت اليمامة سميع في أرضنا . التينة أخرجت فجها ، وقال الكروم رائحتها . قومی یا حبيبتي يا جميلتي ، وتعالى يا حمامتي في محاجىء الصخر ، في ستر المعاقل : أريني وجهك ، أسمعينى صوتك . لأن صوتك لطيف ووجهك جميل . « خذوا لنا الثعالب الصغار المفسدة للكروم ، لأن كرومنا قد أقبلت . « حبيبي لي ، وأنا له . الراعي بين السوسن إلى أن يفيح النهار ، وتنهزم الظلال . ارجع وأشبـه يا حبيبي الظبي أو غفر الأيائل على الجبال المشمسة » ويقول حبيبها الراعي في مقطوعة أخرى من النشيد : « ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات . قامتك هـذه شبيهة بالنخلة ، ) 6 ا وثدياك بالعناقيد ، قلت : إنى أسعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها ، وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ، ورائحة أنفك كالتفاح ، وحنكك كأجود الخمر ، السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين ! » ثم تقول هي : « أنا لحبيبي وإلى اشتياقه . تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل . ولنبت في القرى ، لنبكرن إلى الكروم ، لننظر : هل أزهر الكرم ؟ هل تفتح القعـال ؟ هل نور الرمان ؟ هنالك أعطيك حبي . اللقاح يفوح رائحة ، وعند أبوابناكل النفائس من جديدة وقديمة ذخرتها لك يا حبيبي ((