صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/354

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1481 وأكثر المندفعين في هذه المسالك من الموالى الذين لم يملا الإيمان صدورهم ولا ارتاحت إلى الدين عقولهم من أمثال بشار بن برد وحماد مجرد وحسين بن الضحاك وأبي دلامة ... الخ » . ثم يجمل ما جد من الشعر ببغداد في نقط كالنقط المدرسية في مذكرات التلاميذ : 1 - الركون إلى الأنيس من الألفاظ وهجر الغريب الحوشي . - الإكثار من الألفاظ الدخيلة ، ولا سيما الدالة على أصناف الخمور ، وضروب الأزهار وأصناف الأطعمة . 3 - استعمال مصطلحات العلوم التي كثرت في هذا العصر الاهتمام بالمحسنات البديعية اللفظية منها والمعنوية كالجناس والتورية ورد العجز على الصدر والطباق . وأكثر الشعراء ولعاً بهذه المحسنات مسلم بن الوليد وأبو تمام وعبد الله بن المعتز . <-ε ه – الميل إلى سلامة التراكيب وانسجامها مع الاحتفاظ بجزالة الأسلوب وظهور المعنى ؟ وعلى النسق نفسه يسرد ماجد في « معانى الشعر وأخيلته » وما جد في « أغراضه وقنونه » . وأعتقد أن الكتابة على هذا النحو لا تصلح لغير التلاميذ . وبعد ففي الكتابين كما قلت معلومات مفيدة في اختصار ينفع المتزود العجلان ولكن هذه المعلومات كان يمكن أن تستحيل لبنات متماسكة في بناء الكتابين لو سار المؤلفات الفاضلان على منهج « التشخيص » والاحياء الذي أسلفنا میان خصائصه وإذا كان للنقد وظيفة فليست وظيفته هي تغيير طبائع المؤلفين المخلوقة ولا زيادة طاقاتهم المحدودة . ولكن وظيفته أن يوجه الأنظار إلى المنهاج الأقوم ليسلكه من يملك الطبيعة ومن يطيق السلوك فيه .