صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/326

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۲۲ - فحول الأحيان تمثيل ، وإن لم يساعفه . حسن الأداء وكمال الأداة . « فالأكثر من شعره يبدو عليه الجهد والإعياء في تقويم البيت والوصول به إلى القافية » وليس هو من الصناعة الذين « ربما كثر الردى في أشعارهم ، وأربى على الجيد في معظم ولكن الإتيان بالردى غير الإعياء الذي يكشف مدى الطاقة ، وينم على الفاقة » وبمثل هذه النصاعة يمضى إلى نهاية الكتاب ؛ فيفرق بين القصة والحوار القصصي الذي عرف به عمر؛ ويلقى أشعة أخرى على طبيعة المحب وطبيعة المتغزل ، وعلى الصدق الفني والصدق الخلقي والصدق التاريخي . ثم يتحدث عن ذوق « عمر » في جمال المرأة . فإذا هذا كله دراسة من أبرع الدراسات النفسية في إطار فني جميل ، وإذا هي خلاصات من تجارب العقاد الشخصية ، وحياته الفنية ثم يعقد فصلا لنوادر عمر وأخباره ، وفصلا لمختارات من شعره ؛ يشترك كلاهما في تلوين صورة الشاعر ، وتوضيح سماتها ، وإطلاق البخور المناسب في جوها ، حتى تكتمل لها جميع عناصر الحياة . أحب أن يقرأ الناس هذا الكتاب للعقاد ، وأن يقرأوا معه «حديث الأربعاء » للدكتور طه حسين بك ، فسيجدون فيهما طبيعتين وطريقتين : طبيعة التعمق وطبيعة الاستعراض . وطريقة التحليل وطريقة التصوير وسيرون كلا من هاتين الطبيعتين والطريقتين تلازم صاحبها في كل ما يكتب ، فهي أصيلة في طبعهما أصالتها في فنهما ، وفي نظرة كل منهما للحياة (1) (۱) انظر هذا البحث بالتفصيل في كتاب « المذاهب الفنية المعاصرة »