صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/325

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۲۱ - وفرق بعيد بين هذا وبين الرجل الذي يعلم طبع المرأة وهو يخالفها في طبعها ، ويستجيش ضمائرها ، لأن هذه الضمائر تجاوبه مجاوبة الأنثى للذكر ، فيعرف من مجاوبتها كيف تضطرب نفسها وتتقلب هواجسها وخواطرها . هـذا يرى أثر الرجل في طبع المرأة فيعرفه ، وذاك يعرف ما في طبعها لأن الطبعين غير مختلفين في جملة الشعور » الخ . فهذا كلام جديد ، وكلام قيم ، وكلام يفتح العين والنفس على ملاحظة مفيدة للملامح والسمات في النفوس الإنسانية الكثيرة التي تصادفنا في الحياة ، والنفوس الإنسانية الكثيرة التي تلقاها في صفحات الكتب ، لنجد في هذه الملاحظة لذة وأنساً وحياة . وأحب مرة أخرى أن يرجع القارئ هنا إلى الجزء الأول من « حديث الأربعاء » ص 394 ليجد في هذا الموضوع كلاما آخر ، تلذ الموازنة بينه وبين هذا الكلام ! وينتهى هذا الفصل بحديث عن الصدق الفني : ما معناه ، وماحدوده ؟ فيبين أوضح بيان أنه شيء آخر غير الصدق الخلق ، وغير الصدق التاريخي ؛ قد يلتقى بهما ، وقد ينحرف عنهما . وأنه في صميمه هو صدق الحكاية عن « المزاج الخاص » الذي لا يتوب عنه صاحبه ، ولا يملك الانحراف عنه ، ولو تاب عن دفعاته وملابساته الواقعية في عالم الحياة . وفى هذا الفصل يلتقى العقاد والدكتور طه في بعض المواضع ، وإن ساركل منهما على طريقته وطبيعته في النظر إلى الأشياء ، وفي الحديث عن هذه الأشياء . ثم ينشىء فصلا عن « صناعة عمر بن أبي ربيعة » فنعلم منه أن عمر كان إماما في « طريقته » ، ولكنه لم يكن إماما في « صناعته » . فهو يمثل الطريقة أكمل ( م – ۲۱ )