صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/312

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۰۸ - تاريخ الفلسفة ، بين الفن والفلسفة ، البطل والإنسان الأعلى ، السياسة والأخلاق التمرد على العقل ، التاريخ والأبطال فهى من حيث الموضوع تلخص اتجاهاته جميعا على حسب ما أسلفنا . وهي من حيث الشكل فصول مستقلة كل فصل يتضمن فكرة . وفي هذا النحو من الكتابة يتفوق الأستاذ على أدهم . فهو هنا خير منه في أي كتاب ذي موضوع واحد ، وفصول مترابطة داخل هذا الموضوع . وهوفي دراسة الأفكار خير منه في دراسة الشخصيات الدقة ولست أدرى إن كان هذا القول يسره أو يغضبه . ولكنه هو الواقع – في يكتب بحثاً في مقال تتجلى أفضل خصائصه من تقدیری – فهو حين والعمق والوضوح ، والإحاطة بأطراف موضوعه ، وتجليتها للقارىء ، بحيث تعطيه الكفاية التي يستريح إليها في حيز محدود ؛ وبحيث يشعر أن في هذا الفصل غناء ، ما لم يكن من هواة المراجع المطولة في الموضوع الذي يطالعه . فهو كاتب مقالة مجيد ، بل هو في الصف الأول عندنا من كتاب المقالة ويحسن أن أصوب هنا خطأ أو بدعة يروجها من يفهمون الأدب كما يفهمه عشاق الأزياء و « الموديلات » ! ( t لدينا طائفة من هؤلاء يفهمون أن لفنون الأدب مواسم ومواعيد ، ولكل فن أو لكل « موديل » إبتانا معيناً لا يتعداه . فأدب المقالة قد انتهى في عرف هؤلاء المتحذلقة ، كما أن الأوان هو أوان القصة ، وكل ما ليس بقصة فهو فصل متخلف في الأدب . وفي وقت ما كان المطلوب من الأدباء أن يكتبوا تراجم أو يوميات . وكان المطلوب من الشعراء أن يكتبوا ملاحم أو مسرحيات ! كما يطلب من الأدباء اليوم أن يكتبوا قصة أو أقصوصة ، وإلا فهم متخلفون !