صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/306

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۳۰۲ - يكون آذاه ، فأسر عنا النزول إليه ، فوجدناه قد وطئه البغل، فتنه ختانة صحيحة حسنة ، لا يستطيع الصانع الحاذق أن يفعل خيراً منها » . «فقال له شخص من الحاضرين : والله إن هذا عي" فاحش ، وتطويل كثير لا حاجة إليه . فإنك بصدد أن تذكر أنك كنت صبيا تلعب مع الصبيان على سطح طاحون ، فوقع صبي منكم إلى أرضها ، فوطئه بغل من بغالها فختنه ولم يؤذه . ولا فرق بين أن تكون هذه الواقعة في بلد نعرفه أو في بلد لا نعرفه . ولو كانت بأقصى المغرب ، لم يكن ذلك قدحاً في غرابتها . وأما أن تذكر أنها كانت بالجزيرة العمرية في الحارة الفلانية في طاحون بني فلان ، فإن مثال هذا كله تطويل لا حاجة إليه والمعنى المقصود يفهم بدونه » . وتعليق ابن الأثير على لسان « شخص من الحاضرين » هو نموذج من فهم العقلية العربية التقليدية للفن . فالمعنى هو المقصود ، المعنى في أوجز نفظ وأخصره ، مجرداً عن ظلاله وملابساته وظروفه . المعنى المركز في « برشامة » ! ونحن لا نتردد في إيثار طريقة صاحب الطاحونة – من الناحية القصصية – الجو والملابسات ، ويطيل التشويق ، ويتضمن المفاجأة في النهاية . وهو يصبح قصاصا ! أما لأنه يصور على تفاهة حكايته « صاحب فن » في روايتها صاحبه الآخر الذي رد عليه فرجل عجول ، وهو قد يكون أشد عروبة ، ولكنه ا ليس أحسن فنا ! أما القرآن فلم يتبع خطة واحدة موضعه ، وحسب الغرض النفسي الذي يتوخاه . وقد جاء في فصل « التناسق الفني في القرآن » من كتاب « التصوير الفنى في القرآن » ما بأنى : د بعض المشاهد يمر سريعا خاطفا ، يكاد يخطف البصر من سرعته ، ويكاد 6 لقد استخدم الإيجاز والإطناب كلا في «