صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/303

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۹۹ - دالين في الفن حين يؤديان المعنى الذهنى ، ويخلعان بجواره ظلالا معينة تتسق مع هذا المعنى ، ويحدثان في الوقت ذاته إيقاعا معيناً يتسق مع الغلال والمعانى . ومن مجموع هذه الخواص تتكون دلالة اللفظ أو العبارة في النص الفنى ، كما تتكون الصورة الفنية المعبرة عن فكرة فنية . وفي هذا المجال يتفاضل الأدباء وذلك مع عدم إهمال القيم الذاتية لخصائص الشعور ، وطبيعة التفكير . هذه القيم التي لا تبدو على حقيقتها إلا عند ما يعبر عنها في صورة جيدة كما أسلفنا الحديث

  • * *

« اكل لغة عبقرية تستكن في طرق الأداء ، وتنوع الصور وتلاؤم الألفاظ ورى الأستاذ الزيات أن عبقرية اللغة العربية من حيث طريقة الأداء تستكن في الإيجاز . وعبقريتها من حيث تلاؤم الألفاظ ، تستكن في السجع والإزدواج عن الأستاذ <( وهذه ملاحظة صادقة في تسجيل خصائص المأثور من البيان العربي . ولكن الدعوة إلى الوقوف عندها في أساليبنا المصرية ، هي التي تفترق فيهـا فلننظر فيما يقول في هذين الأصلين الكبيرين « إذا كانت الوجازة أصلا في بلاغات اللغات ، فإنها في بلاغة العربية أصل وروح وطبع . وأول الفروق بين اللغات السامية واللغات الآرية أن الأولى إجمالية ، والأخرى تفصيلية . يظهر ذلك في مثل قولك « قتل الإنسان ! » فإن الفعل في هذه الجملة يدل بصيغته الملفوظة وقرينته الملحوظة على المعنى والزمن والدعاء والتعجب وحذف الفاعل . وهي معان لا تستطيع أن تعبر عنها في لغة أوربية إلا بأربع كلمات أو خمس . وطبيعة اللغات الإجمالية الاعتماد على التركيز 8