صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/278

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٣٧٤ - أنامل العازف ، ولكن كل عازف يفتن في النقر عليها ما شاء له الافتنان ، فيسمعنا الألحان . وألوان الشيح الشمسي واحدة ، ولكن كل منها الجديد من يبتدع من مزيجها شتى الألوان . ل وهكذا كانت أوتار القيثارة القديمة في يده ، تخرج ألحاناً مستجدة في كل ( موضوع » . وهذا تحديد دقيق لعمل شوقي في حقل الشعر العربي ، وإدراك صحيح لحقيقة هذا العمل ... أما ما جاوره من تبريرات ، وتحسينات ... فتلك هي اللباقة في عرض الحقائق بأسلوب لطيف ، ينقد ولا يجرح ، أو يجرح ولا يسيل الدماء ! ( ( أما دفاعه عن تقلب شوقى بين المبادئ والأشخاص . فنحن نسهب هنا في الاقتطاف منه، لأنه يصورقضية تحسن مناقشتها بالتفصيل . قال بعد الفقرات التي اقتطفناها هناك : « تهمة لا تقوم على أساس إذا حللنا نفسية شوقي ؛ وتشكك يضمحل من نفسه إذا نظرنا إلى الحوادث والأحوال التي أحاطت بالشاعر ، فحملته على تغيير اسم الممدوح دون أن يغير مطلبه من المدح ، وعلى تبديل العنوان دون أن يبدل ما تحت العنوان . فالنصائح هي هي مهما تغيرت المدائح ، وهو القائل : « ولى غرر الأخلاق في المدح والهوى » . « خدم الحرية لأنه أحبها ، ودعا إلى الإصلاح لأنه لمس الحاجة إليه ، وقال بوجوب نشر العلم ومكارم الأخلاق ، لأنه عرف أنها أساس العمران . ومن أجل ذلك خدم السلطة لأنه رآها واجبة لازمة لتحقيق جميع تلك المطالب . لا يصلح القوم فوضى لاسراة لهم ولا سراة إذا جهالهم « مدح جميع من ذكرنا من الملوك والأمراء ، ولكنه نصح لكل منهم سادوا