صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/264

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۳۹۰ – هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل ، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها ! لأنها روح « النفعية » التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات ! و بعد فلست « شيعيا » لأقرر هذا الذي أقول . إنما أنا أنظر إلى المسألة . جانبها الروحي الخلقي ، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعيا لينتصر للخلق الفاضل المترفع على « الوصولية » الهابطة المتدنية ، ولينتصر لعلى على معاوية وعمرو . إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة . ويخطىء من يعتقد أن النجاح العملي هو أقصى ما يطلبه الفرد وما تطلبه الإنسانية . فذلك نجاح قصير العمر ينكشف بعد قليل ، والأستاذ شفيق جبرى يتفق معنا في هذه النتيجة النظرية – وإن لم يطبقها على أحكامه – فقد قال في نهاية الكتاب : ا « فإن السياسة التي لا خلق لها إنما هي سياسة لا تلبث أن تتلاشي كما يتلاشى الدخان في الفضاء . وما نجحت سياسة بعض رجال العرب في الماضي ، مثل الذين أتيت على ذكرهم إلا لأن أصحابها كانوا على خلق عظيم . وكانوا زيادة على ذلك عالمين بأسرار النفوس ، واقفين على حقائق الطبائع ، مطلعين على خفايا الأمزجة . « فاذا مجرد رجال السياسة من الأخلاق ومن معرفة نفوس الناس ، ضاعت سياستهم ، وضاع الناس ، وضاعت البلاد في وقت واحد » کلام صادق مسلم عند التعميم . نختلف عليه مع الأستاذ عند التطبيق «ولكل وجهة هو موليها » وله الشكر على كل حال أن أثار هذه الخواطر والتعليقات في هذا الموضوع القيم الدقيق .