صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/259

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TOO- السقيفة لهذه الأسباب جميعاً ولعوامل الموقف السريع في هذا اليوم ، وأبو بكر أوصى لعمر ، لأن حروب الردة كانت قريبة ، فلم يكن من المأمون أن يترك أمر المسلمين بعده لأي نزاع ، وقوائم الاسلام تهتز وهي في حاجة إلى التوطيد . وكان عمر هو أبرز رجل بعد أبي بكر – وذلك إذا استثنينا عليا وحوله كانت ملابسات كثيرة في نفوس القوم – ولو لم يكن أبو بكر حيا بعد النبي لكان عمر هو رجل يوم السقيفة . فلم يكن أبو بكر إذن ليخشى معارضة لعمر بعده ، في الوقت الذي يحتم عليه الموقف أن يختار خليفته . أما عمر فلم يكن موقفه كواحد من سلفيه العظيمين . فالاسلام امبراطورية ثابتة ولا خوف عليها من التشاور . وليس أحد بعده بارزا يرتضيه الجميع بلا منازع . كما كان هو بعد أبي بكر . والرجال الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض – وهم الذين جعل عمر الشورى فيهم - ليس فيهم الأفضل إطلاقا في ضمير عمر – وقد تحدث عن كل منهم بما يفيد ذلك – فلم يبق له إلا أن يجعل الأمر شورى فيهم . وقد فعل . وليس ما نقله الأستاذ من أقوال «معاوية» حجة .فمعاوية كان يريد بهذا القول التمهيد لاستخلاف ابنه يزيد . وهنا عنصر نفسى فات الأستاذ جبري ملاحظته ! واست أجزم الجزم القاطع برأيي هذا – كما فعل الأستاذ في مخطئة عمر ولكني أريد فقط ألا نسارع إلى الحكم القاطع ، وبين يدينا كفتا الميزان – على الأقل – تتأرجحان ! ! ! أما الملاحظة الثالثة فأظهر دليل عليها حكمه على « على بن أبي طالب » بأنه كان يجهل العناصر النفسية في صراعه مع معاوية . ذلك حين يقول : « إذا ثبتت الحاجة إلى معرفة الأمور النفسية في سياسة أحد من العال والخلفاء . فما ثبتت هذه الحاجة مقدار ثبوتها في سياسة « على بن أبي طالب » - كرم الله وجهه