صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/237

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۳۳ النظري والهيام وراء البـدوات والفروض فتلك لا محصول وراءها أو هناك محصول ضئيل » . أو حين يقول عن الإنسان المهدد بالموت : « ماذا تريدون أن يفعل إذن ؟ أتريدونه بنام حالما يدخن النارجيلة والحشيشة أغلب إنسانية الشرق المضيعة ؟ أم تريدون أن يجلس فارغاً والأفيون كما ينتظر الموت وينشد الأشعار ولهو الأحاديث » . يصنع ا فلا يرتفع الشعر في نظره عن الحشيشة والأفيون ولهو الأحاديث وتغلب على المؤلف فتنة جارفة بالحضارة المادية - وإن كان يريد أن يتخذها أداة لإيقاظ الشعور بقيمة الإنسان الذي صنعها ، وللايمان بالله الذي أقدر الإنسان عليها . ولكن هذه الفتنة تظل بارزة ، وحسبه أنه في تمجيده للانسان يكاد ينسى كل ينابيع عظمته النفسية ، ليدق دقا متواصلا على معجزاته في عالم المادة ، ولا يكاد يشير في هذا المجال إلى أشواقه الروحية وأحلامه في الرقى منذ نشأته الأولى إلاإشارة عارضة تغرق بين عشرات الإشارات القوية إلى مقدرته الصناعية . إن نشيد الإيمان بهذا الإنسان لتتألف معظم مقاطعه في كتاب الأستاذ عبد المنعم من الإعجاب بما بلغت يداه ، ولقد كان هذا النشيد يكون أرفع وأقوى لو تألفت مقاطعه – بنفس النسبة – كذلك من الإعجاب بأشواقه التي تشير إلى · ما هو مقدر له في عالم الغيب من الآفاق ، وأحلامه التي تعبر عن المذخور في طبيعته من الطاقة ، ولوضمت إليها كذلك مقاطع عن نزعاته الفنية وعن لحظاته الوجدانية : عن أغانيه وأناشيده ، وعن ألحانه وموسيقاه ، التي يعبر بها عن أشواقه حين تتسامى على الألفاظ؛ وعن روائعه الفنية في التصوير والنحت ، وعن ن كل ماهجس به خاطره س _ أو انتظمته مقاطعه ، أو خطته يداه وحينئذ كانت تلتقى في النشيد بدائع المادة الجامدة ، وبدائع الفن الرفيعة ، .