صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/229

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٢٥ - أومن بالانســــــان لعبد المنعم خلاف هذا الكتاب محاولة قوية لبث روح الإيمان بالإنسانية ، والرجاء في مصيرها البعيد – والتفاؤل بمستقبلها الموعود ، والثقة في ضميرها ، وفي عناية القوة الإلهية بها ؛ وتمجيد الكائن الإنساني ، وبيان أنه مقصود لذاته ، والمهمة العظمى التي ندبته لها العناية الكبرى ؛ فلم يكن مجيئة إلى هذا الكون فلتة غير مقصودة ، ولم يكن خط سيره رهينا بالمصادفات العمياء ، وإنما هنالك وظيفة له لا يؤديها سواء ، وهى وظيفة ملحوظة سامية ، يرقى إليها أفقاً بعد أفق ، حيث تنير له العناية طريقة المحوط بالأشواك ، وحيث توصوص له على بعد أنوار تهديه إلى الأفق المترامي المكنون . ومن هنا كل قيمة الكتاب ، سواء اتفقنا مع المؤلف في أسباب إيمانه بالإنسان أم اختلفنا ، وسواء وافقناه على النهج الذي رسمه لبلوغ الآفاق المرموقة ، أم كان لنا نهج سواء . 4 والمؤلف الذي بين أيدينا ليس كتابا بالمعنى المفهوم من لفظ « الكتاب » ليس فصولا منسقة تتبع « تصميما

ً ، خاصاً ، إنما هو مقالات متفرقة نشرت في

أوقات متباعدة بين سنة 1940 وسنة 1945 ، ولكن روحاً واحدة تشيع فيها ، وتؤلف بينها ، فتجعل العنوان «أومن بالإنسان» خبر تلخيص لاتجاهها بوجه عام . ويستمد المؤلف معظم أسباب إيمانه بالإنسان من مقدرته على كشف أسرار ( م – 15 )