صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/216

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۱۳ - البيـــــــادر لميخائيل نعيمة إنه في نظري كتاب الموسم لسنة 1945 ، لا لأنه أحسن الكتب التي ظهرت في هذا العام أو أعظمها ، ولا لأنه يفتح في عالم الفكر أو الفن صفحة جديدة ، ولا لأنه مبرأ من المآخذ سليم من العيوب ... ولكن لأنه يحاول أن ينظر إلى ... الكون ، وإلى مشكلات الحياة الإنسانية واليومية بعين خاصة – هي عين الشرق – وأن يحل هذه المشكلات ، ويعالج أمور الحياة بطريقة خاصة هي طريقة وهذا وحده يكفي لأن يجعل للكتاب قيمة خاصة ، ثم تختلف الآراء الشرق بعد ذلك في تقدير هذه القيمة كما تشاء . - والذي يجعل لمثل هذا الاتجاه قيمته أن موجة العقلية الأوربية قد غمرتنا في بدء نهضتنا الحديثة ، وهي موجة عقلية قوية ، صادفت تضعضعا في روح الشرق ، وضعفا في مقدرته على إثر الخمول الطويل والأحداث الميئسة في تاريخه ، فجرفت هذه الروح وغمرتها ، وكانت هذه الظاهرة أشد بروزا في الأدب المكتوب ، لأن الثقافة الأوربية تسيطر سيطرة تامة على مؤلفية ، كما كانت هذه الظاهرة بارزة في الحياة الاجتماعية المدنية ، وإن بقى الريف سليما في معظم البلاد العربية محافظا على طابعة في التفكير، وفي النظر إلى الحياة ومشكلاتها ، وفى مواجهة هذه المشكلات بطبيعته الخاصة العميقة . هنا كانت هناك فرجة واسعة بين الأدب الذي ينشئه أدباء الجيل ، ومن وصميم الطبيعة النفسية والفكرية للشعب ... فالأدب يستقى من عناصر أجنبية ،