صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/213

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۲۰۹ - واقتربت بوجهها من وجهه ، فلمحت دموعه تجرى على خده . فهمست في فزع : صلاح . ما بك ؟ أتبكي ؟ .. قم يا حبيبي . قال : دعيني . قالت ما بك يا حبيبي ؟ قال : رأيت رؤيا مفزعة . رأيت نفسى أطرد من الجنة » . ولا تنتهى الأقصوصة حتى يكون هذا الواثق في نفسه وقوة إيمانه ، المستعز بمكانه في الجنة ، القاسي على الضعف والخطيئة ... معذبا مولها ، لا تهب عليه نسائم الرحمة إلا من الإقرار بالضعف والخطيئة ، والرجوع إلى التواب الغفار عن طريق الخطأ والاستغفار : « ونهض صلاح ليغتسل من إثمه ، وانطلق حزيناً كئيبا يحتقر نفسه ، ويعجب ، وسمع صوتاً آتيا من أغوار نفسه كأنه همس ينبعث من مكان سحيق ، ولكنه بلغ أذنيه واضحاً قوياً ، وانساب فيها لضعفه ی عذبا نديا : « كل ابن آدم خطاء . وخير الخطائين التوابون » « فتمتم والدموع تخضب وجهه : « اللهم إنى أستغفرك وأتوب إليك » هذا عمل فني رائع لا تصوره تلك المقتطفات بل تشوهه ! وإن المؤلف الشاب ليستطيع أن يلقى بكل أعماله إلى البحر ، ثم يقف بهذا العمل الفني وحده . فإذا قدر له أن يخرج عشر أقاصيص فقط من هذا الطراز ، فليكن على ثقة أنه سيسلك في سجل العظماء من رجال الفنون ! ولكن هذا عمل عسير ! ! ! « ( م - ١٤) Ak