صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/204

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۰۰ « لقد صبرت وآمنت ، فتاب الله عليها ، وجاءت توفى بنذرها بعد سب.. الله سنوات . لم تقنط ، ولم تثر ، ولم تفقد الأمل في كرم الله . أما هو الشاب المتعلم ، الذكي المثقف ، فقد تكبر وثار ، وتهجم وهجم ا ، وتعالى فسقط « ورفع اسماعيل بصره فإذا القنديل في مكانه يضيء ، كالعين المطمئنة ، التي رأت ، وأدركت ، واستقرت . خيل إليه أن القنديل ، وهو يضى ، يومى إليه ويبتسم ! ی « وجاء الشيخ درديرى يسأله عن صحته وأخباره ، فيميل عليه إسماعيل يقول: هذه ليلة مباركة يا شيخ درديرى . أعطني شيئا من زيت القنديل - والله انت بختك كويس ... دى ليلة القدر وليلة الحضرة كمان « وخرج إسماعيل من الجامع ، وبيده الزجاجة وهو يقول في نفسه للميدان وأهله : - تعالوا جميعاً إلى ! فيكم من آذاني ، ومن كذب على" ، ومن غشنى . ولكنى رغم هذا لا يزال في قلبي مكان لقذارتكم وجهلكم وانحطاطكم ، فأنتم منى وأنا منكم . أنا ابن هذا الحي ، أنا ابن هذا الميدان . لقد جار عليكم الزمان ، وكلما جار واستبد كان إعزازي لكم أقوى وأشد » ... ( . وعاد إلى الدار بعلمه وإيمانه يعالج فاطمة فتشفى ، ويفتتح عيادته في حي البغالة بجوار التلال ويجعل الزيارة بقرش واحد . « ليس من زبائنه متأنقون ومتأنقات . بل كلهم فقراء . حفاة وحافيات » و « کم من عملية شاقة بححت على يديه بوسائل لو رآها طبيب أوربا لشهق عجبا ! استمسك . بروحه وأساسه عامه وترك التدجيل والمبالغة في الآلات والوسائل » . « وتزوج إسماعيل من فاطمة وأنسلها خمسة بنين وست بنات » ! ( (