صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/197

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 1 قبل سفره إلى أوربا وهو مؤمن بالسيدة الطاهرة ، والثانية بعد عودته مؤمنا بالروح الأوربية الحديثة ، والثالثة بعد انتهاء الصراع الأخير في نفسه ، وعودته إلى الاستقرار النفسي والهدوء هذه الصور الثلاث للمنظر الواحد في نفس واحدة ، تشهد ببراعة في التصوير النفسي ، لا ينالها إلا موهوب . ها نحن أولاء في الميدان : « إذا أقبل المساء ، وزالت حـدة الشمس ، وانقلبت الخطوط والانعكاسات إلى انحناءات وأوهام . أفاق الميدان إلى نفسه ، وتخلص من الزوار والغرباء . إذا أصخت السمع وكنت نقى الضمير فطنت إلى تنفس خفى عميق يجوب الميدان ، لعله سيدي العتريس بواب الست أليس اسمه من أسماء الخدم – لعله في مقصورته ينفض يديه وثيابه من عمل النهار ويتنفس الصعداء . فلو فيض لك أن تسمع هذا الشهيق والزفير ، فانظر عندئذ إلى القبة ، لألاء من نور يطوف بها ، يضعف ويقوى كومضات مصباح يلاعبه الهواء : هذا هو قنديل أم هاشم المعلق فوق المقام . هيهات للجدران أن تحجب أضواءه . يمتلىء الميدان من جديد شيئا فشيئا . أشباح صفر الوجوه ، منهوكة القوى ، ذليلة الأعين ، يلبس كل منهم ما قدر عليه ، أو إن شئت فما وقعت عليه يده من شيء فهو لابسه . نداءات الباعة كلها نغم حزين - حرائی باقول . حلى وع النبي صلى . - لو بيه يا فجل لوبيه - ۱۹۳ - . 1 المسواك سنة عن رسول الله

« ما هذا الظلم الخفي الذي يشكون منه ؟ وما هذا العبء الذي يحتم على ( م - ۱۳ )