صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/191

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۸۷ ا مثل هذا الاتجاه . وكلتاهما تتوارى في هذه المحاولة ، فتظل باهتة اللون ، وانية الحركة ، حتى تنتهي الأقصوصة ، وفي نفسك منها ظلال تنمحى بعد قليل « بنت الشيطان » طفلة آدمية ، اختطفها زعيم الشياطين ، لينفذ وصية سلفه العظيم ، في أن يصنع شيئا ، يثبت به أن الشيطان قادر على القيام بشيء آخر غير الشر الذي اشتهر به ! فهو يحاول أن ينشئها بعيدة عن « الشر والألم » في ( قصر مسحور . ولكن أميرا شابا مغامرا يسمع بخبرها ، فيحاول ، وينجح في الاتصال بها واختطافها ، ويفتح عينيها على مباهج الحياة الدنيا ، ويوقظ فيها غرائزها – بعد أن كانت نائمة – فإذا ردها إلى القصر ، اشتاقت أن تعود إلى « دنيا الشر والألم » مؤثرة إياها على ذلك العالم الخير ، البريء من الآلام والشرور .

  • * *

والفكرة – كما ترى – جيدة وبراقة ، ولو تولاها قلم حى لأخرج منها قطعة فنية حية , ولكنك تقرؤها هنا فتعجبك الفكرة ، ثم تنقصك الحرارة ، كما ينقصك التنسيق الذي يقرر الحركة المناسبة في موعدها المرسوم . وهناك مواقف بين الفتى والفتاة ، تتوقع فيها حركة ما ، ويرتفع نبضك في انتظارها ، ولكنها تمر كما لو كانت في سنة ؛ أو كما لو كنت متفرجا بغير حماس . وفى المجموعة أقصوصة « الترام رقم ٢ » وأقصوصة « الجنتلمان » . وفى الأولى بصور فتاة مشردة تركب « الترام » بلا أجر ؛ فيضيق بها أقاصيص أخرى من النوع « الواقعي » خير ما فيها « التذكرى » مرة بعد مرة ، حتى يزيد ضيقه بها ، فيدفعها ، فتسقط ؛ ويكاد .