صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/188

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٨٤ -- الحرب ... ثم وجدنا الحوادث والشخصيات كلها تتوارى ليسأل كل منا نفسه : ماذا أراد ؟ وماذا كان يريد ؟ وقبل أن يجد الجواب على سؤاله يجد نفسه تتأرجح وتناوج في هذا الضباب الذي أطلقه المؤلف ، وكأنما يطلقه بغير تدبير ! ! ! ا

  • * *

في أحلام «جماعة القلعة » وفى تصرفات خالد ومليم ، وفي بعض حوادث القصة نزوات وفلتات خلقية وجنسية ، أخشى أن تكون جميعها وحى مزاج منحرف شاذ! مقياس الجماعة لصلاحية الفرد للجيل الجديد ، ألا يجد غضاضة في معاشرة أخته معاشرة الأزواج ! ذلك هو الدليل الذي لا يخطىء على أنه طليق من جميع التقاليد ! أحد أفراد الجماعة ينظر إلى مليم بإعجاب ويقول : إنه « زوجنا » جميعا ! خالد يتحسر – بعد وفاة أمه – على أنه لم يوقظها بقبلاته كل صباح كانها « زوج » له ! مليم يعثر على لفافة في بيت خورشيد باشا وهو يصلح النافذة ، فيعطيها لخالد فيتوقع خالد أن تكون غرامية تخص والدنه الحاجة ، ويبتهج لهذا الخاطر ويستريح ! بنت عمة خالد أنثى تتهالك عليه في أوضاع مخجلة عارمة البهيمية . . لهذا ولأمثاله دلالته . ولعل هذه الدلالة كانت أهم الاعتبارات التي منعت لجنة المجمع من منح الجائزة للقصة حين قدمها المؤلف في مسابقة القصة واللجنة محقة – لا من الوجهة الفنية – ولكن من وجهة أن مثل هذه الاتجاهات مما يجب أن يلقى به صاحبه رأسا إلى الجو الأدبي الطليق ، فيرى رأيه بحرية فيه ، لا مما تحتمل اللجان الرسمية تبعة تقديمه إلى القراء . {