صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/187

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۳ – - - أمانته ، وهنا نجد جميع القوى مجندة في صف المال . وما إجراءات العدالة إلا مظاهر جوفاء كمراسيم التضحية بالفريسة في مجتمع متوحش ، ويسلم « مليم » للسجن جزاء أمانته ! ! ! لقد فهمنا أن المؤلف أما مليم فمهمته الحقيقية في القصة أنه محورها الفنى يريد أن يرمز به إلى « رجل الشارع » ذي الفضائل الفطرية والطبيعة المستقيمة والعزيمة العملية ... واسكننا فوجئنا وهو ينحرف به في منتصف القصة ، فيكلفه القيام بعمل لا يقوم به « الرجل الشريف » ، ثم يجعله في نهايتها أحد أغنيـاء الحرب المعروفين ! )) ...

ترى أفلت الزمام من يد المؤلف ؟ أم هي طبيعته طبيعة الضباب والرماد ؟ ! هنا تستوى الغلطة والإصابة في الدلالة على طبيعة المؤلف وطريقته ! ولكن الزمام قد أفلت من يده على كل حال ! وفي القصة غير هذه الشخصيات الرئيسية الثلاثة ، شخصيات أصيلة هي الأخرى أطلق عليها اسم « جماعة القلعة » أولئك جماعة من الحالمين المنحلين . يصنعون كل شيء في أحلامهم الممتزجة بدخان الترجيلة ! إنهم ينشئون مجتمعا القيود والتقاليد ، ولكن « في المنام » ! هذه الجماعة جديدا مطلقا خالد ومليم ، فيقوم مليم بعمله الذي لا يقوم به « الرجل الشريف » خالد تمثل حيرة فريق من شباب الجيل في مفرق الطريق ! وهنا يجتمع يحتال على الرجال باسم « هانيا » الفتاة ، إحدى شخصيات جماعة القلعة ! أدواره كذلك ، حتى إذا انتهت القصة وجدنا هذه ويقوم الجماعة المنحلة الحالمة وقد تفرق شملها ولم تصنع شيئا . ووجدنا « خالد » يعود إلى طبقته ومجتمعه وقد انحلت نفسه ، وفرغت طاقتها وسقط صريعا في حومة الصراع الذي دار في داخل شخصيته أعواما . ووجدنا « مليم » وقد أصبح من أغنياء بدور من