صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/174

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-IV. - وهذا كله في مجموعة « سارق النار » محدود بقدر ، حين يقاس إلى مثله عند توفيق ، ولم يستعض شيئا الخصائص الأخرى التي تطلبها عند غير توفيق الحكيم . عنه من وفي اعتقادي أن مسرحية « سارق النار » هي خير ما في المجموعة بالقياس إلى توافر هذه العناصر ، وبالقياس إلى لمسات الحوار الموحية ؛ وإلى رائحة النضج التي تشتم في هذا الحوار . ثم تليها مسرحية « فتنة » فمسرحية « جزيرة بلا رجل » فمسرحية « المثال التائه » فمسرحية « اللحن الكثيب » أما مسرحية « ميلاء » فالفشل واضح فيها . وأخشى أن يكون منشأ هـذا تخلى روعة الأساطير الإغريقية ووحيها عن « المؤلف » فيلاء عربية في جـوها وشخصياتها . وقد بقيت عارية من اللحم والدم والفن . ولهذا دلالة خطيرة ! لا أحب أن آخذ بها في هذه المجموعة ، بل أوثر أن أنتظر تجربة أخرى جديدة ! ...

بقيت كلمة حق : إننا إذا استثنينا توفيق الحكيم . ورحنا نبحث في الشرق العربي عما أخرجته المطبعة في هذا الفصل – فصل المسرحيات الأسطورية – نجد مجموعة « سارق النار » هي الأولى في جميع المحاولات . ولعل المستقبل يضمر لمؤلفها من النضوج والتمكن ما يقفز به إلى الصف الأول . ولكن بعد جهد طويل .