صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/138

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- ١٣٤ - الرباط المقـدس هرگانه وصولا المكان التوفيق الحكيم الأفران حينها ظهر هذا الكتاب ، كتبت عنه مقالا في مجلة الرسالة جاءت فيه هذه الفقرات : « خيل إلى في وقت من الأوقات أن توفيق الحكيم قد بلغ مداه ، وارتقى آفاقه ، وأنه منذ الآن سيكرر نفسه ، مع شيء من التحوير والتعديل . « خيل إلى هذا وأنا أقرأ « سليمان الحكيم » فأجد فيه اختلافا ما في موضوعه وشخصياته عن أهل الكهف ، وشهر زاد ، و بيجالون ؛ ولكنه يتفق معها في طريقة تناول الموضوع ، وفي إدارة الحوار مع تعديل طفيف . « ثم كتب « زهرة العمر » ، فلاحت بوادر آفاق جديدة ، ولكن لها شبها في خطرات المصباح الأخضر والبرج العاجي . وإن ظهرت في صورة رسائل لا في هيئة مقالات . فالفرق في صميم العمل الفنى هنا كذلك طفيف . « ولكن هذا الوهم قد تبدد من نفسي وأنا أقرأ « الرباط المقدس » كتابه الأخير . هنا نغمة جديدة ، وعطر جديد « فالخطرات الذهنية – التي اعتدناها من المؤلف - لا تقف هنا عارية ، تتخايل بالألاقة والالتماع . إنما هي هنا تسرى في مادة حية ، وتخطر في إطار من اللحم والدم يمنحها الحرارة والحياة ... هنا قلب إنساني يضبطه ويدل على حركاته ذهن فنان . وهذه هي اللمحة الجديدة في فن توفيق الحكيم « لقد كان في « عودة الروح » و « يوميات نائب في الأرياف » شيء من . ... .