صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/136

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۳۲ رغباته وملكاته في « بيجراليون » . وحينها كان بيجماليون يعانى سكرات النزع ، كانت أشواقه الفنية تتجه إلى إبداع جديد ! وهكذا صنع في « القصر المسحور » وفي « عهد الشيطان » وفى « الأميرة الغضبي » وفى « براكسا ومشكلة الحكم » وفي « عصفور من الشرق » وفى كل مشكلة عرضها في قصصه ورواياته ومقالاته على السواء . إنه الشك في طبيعة توفيق الحكيم . وإنه القلق الدفين في نفسه ، يصدانه عن التعرض للحلول الحاسمة ، وعن الفصل فيما يعرض من مشكلات وأزمات والحسم يقتفى مواجهة الواقع في الحياة أو في الخيال . وتوفيق يشفق من مواجهة الواقع في جميع الأحوال ! وقد كتب العقاد مرة نقدا لكتاب « عهد الشيطان » فاقترح على المؤلف تكملة معينة « للأميرة الغضبى » وتكملة معينة « لعهد الشيطان » . وكان في هذه التكملة حل للعقدة التي ربطها توفيق ، أو التي أشفق من حلها . واقترح عليه زيادة هاتين التكملتين في الطبعة التالية للكتاب ولو نفذ توفيق ما اقترحه العقاد لتحول عن « أسلوبه » بل لتحول عن طبيعته التي تشفق من الحل الحاسم ، وتفر من الوضوح الصريح . والحقيقة أن هذه النقطة هي مفرق الطريق بين طبيعة العقاد وطبيعة توفيق ، والتوسع في دراستها يكشف عن حدود الشخصية في هذين الأديبين

ونتيجة رابعة خرجت بها من دراستي لأعمال توفيق الحكيم إن ما يكتبه عدا القصة والرواية ، إنما هو في معظمه « مذكرات تفسيرية » (۱) انظر بتوسع كتاب « المذاهب الفنية المعاصرة » .